«الأم»..تحت أقدامها «الجنة» وفوق رأسها تاج «الحب»
أعز الله الأم من دون الخلائق إذ أنها الأساس لكل جميل وأصيل، فنجد القرآن الكريم وهو مجمع كلمات الله تعالي يسمى "أم الكتاب"، والكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس بمكة تسمي " أم القرى"، ولهذا التفضيل أنعم الله على المرأة بنعمة عظيمة تزيدها فخرا بأنوثتها وشكرا لله على تلك النعمة، ألا وهى أن تتسبب لأبنائها في دخول الجنة.
ودليل ذلك ما ذكر عن معاوية بن جماعة أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك. فقال: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي.
ومن جميل كلام الله أن فرّق في الذكر بين الأم والوالدة.. من حيث أن الله عز وجل يطلق "الوالدة" على المرأة التي تنجب الطفل من حيث الوظيفة العملية فقط، بغض النظر عن الاعتبارات الروحية والجمالية، كما قال تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرضاعة} [البقرة:233].
ولفضل الأم ، أوصي النبي صلى الله عليه وسلم رجلاى جاء يسأله فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك،، قال : ثم من ؟، قال :ثم أمك . قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك.
وسيدنا عيسى عندما أراد أن يصف فضل أمه قال: "وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً" [مريم:32]، وهي السيدة مريم التي وصفها القرآن بالصديقة لتكون أسوة لنياء العالمين، فقال عزّ وجل: "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمّه صديقة" [المائدة:75].
ومن أساليب القرآن الكريم البليغة في إبراز معاناة المرأة في مرحلة الحمل واوضع، أنه يوصينا ببرّ الوالدين معا سواء الم أو الأب، ثم يعقبها بالحديث عن الأم فقط لشدة فضلها على الأب {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن} [لقمان:14]، وتكررت الاشارة لتلك المزية أيضا في قوله تعالى: {ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً..}.
وعندما أراد الله عزّ وجل بيان مدى حنان الوالدة على أولادها، ومدى شفقتها وإشفاقها على أولادها، قال:"وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من الموقنين" القصص:10، فإن الله جعل قلب المرأة محلا لأولادها، فهم جزء منها، ينفطر قلبها خوفا عليهم.
وقوله عز وجل: "فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن" طه:40، إنما يدل على وجهة نظر الأنثى لكونها ام ، فهى تقر أعينها بأولادها ، وهم سبب سعادتها في الدنيا ، لذلك نجد كثير من الناس يدعو الله لزوجين بأن يرزقهما الله بطفل تقر به عينهما.
وللدلالة على القدسية والاحترام الشديد أطلق الله على نساء النبي(ص) كلمة "الأمهات" وليس الوالدات فقال: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب:6].
---------------------------------------------