دراسة: 65% من الأطفال العاملين يساهمون في دخل الأسرة

[size=21]-

أوصت دراسة متخصصة بأهمية تركيز
الجهات المختصة على متابعة ظروف عمل الأطفال من خلال إجراء تقييم علمي
لبيئة العمل، ومتابعة الحالة الصحية للأطفال العاملين بصورة دورية،
والتركيز على حصولهم على نوعية وكمية طعام تمكنهم من العمل والنمو بصورة
طبيعية.

وشددت الدراسة التي أجرتها وزارة العمل بالتعاون مع الصندوق الأردني
الهاشمي للتنمية البشرية، حول 'المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والصحية
لعمل الأطفال لعام 2010 في الأردن' على أهمية التعاون مع أصحاب العمل
وتشجيعهم على اتخاذ إجراءات وتغييرات فنية وتنظيمية في أماكن العمل لتحسين
ظروف وشروط العمل للأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية (16-18) سنة، حسب
الشروط المنصوص عليها بقانون العمل الأردني.

وبينت الدراسة التي أجرت مسحا على عينة من الأطفال العاملين بلغ حجمها 2150
ضمن الفئة العمرية (7-17) عاما من الذكور والإناث أن 96% نسبة الذكور
العاملين و4% نسبة الإناث، مرجعا انخفاض نسبة الإناث العاملات إلى 'بعض
العادات والتقاليد السائدة في الأردن حيث إن معظم الأسر لا ترغب بدخول
الفتيات إلى سوق العمل'.

وأشارت إلى أن نحو 76% من الأطفال العاملين ينتمون لأسر يبلغ عدد أفرادها
(6-10)، وأن 96% من أمهات الأطفال العاملين لا يمارسن أي مهنة، فيما 4%
يعملن في مهن بسيطة تتناسب مع مستوياتهن التعليمية المتدنية، إما كعاملات
نظافة أو مراسلات في بعض المهن الإدارية البسيطة.

وأفاد نحو 39% من الأطفال العاملين الذين تمت مقابلتهم بأنهم يعملون في ورش
تصليح السيارات 'ويشمل العمل العديد من الأعمال الخطرة مثل تغيير
البطاريات، التشحيم، تبديل الإطارات، عمليات الصيانة'.

وبلغت نسبة الأطفال العاملين في البيع والتجارة (25%) تتم معظمها في
الشارع، إما على بسطات متنقلة أو في عملية التحميل والتنزيل في سوق الخضار،
في حين أن 13،5% يعملون في مهنة إعادة تدوير النفايات وجمع الخردوات، و13%
يعملون في النجارة والحدادة.

وقالت الدراسة إن الورش التي يعمل بها الأطفال صغيرة وتشغل أقل من خمسة
أفراد، وتفتقد إلى الحد الأدنى من شروط الحماية والوقاية في مجال السلامة
والصحة المهنية.

ولفتت الدراسة إلى أن 56% من الأطفال العاملين يقل دخلهم الشهري عن مائة
دينار في حين يتقاضى 94% من الأطفال راتبا أقل من الحد الأدنى للأجور
والبالغ 150 دينارا.

وأفاد 65% من الأطفال العاملين بأنهم يساهمون في دخل الأسرة، و35% منهم أفادوا بأنهم ينفقون ما يتقاضونه على مصاريفهم الخاصة.

وبينت الدراسة أن الدخل الشهري لـ20% من أسر الأطفال العاملين يقل عن مئة
دينار بدون احتساب دخل الطفل نفسه، في حين يتراوح الدخل الشهري لـ32% من
أسر الأطفال ما بين (101-250)، و20% من الأسر يتراوح دخلها ما بين
(250-300) دينار.

أما نسبة الأطفال العاملين الذين تتلقى أسرهم معونة شهرية لا تتجاوز 2%،
و54% من أسر الأطفال يسكنون في بيوت مستأجرة، في حين أن نسبة من يملكون
مساكنهم تبلغ 46%.

بالنسبة للوضع التعليمي للأطفال العاملين بينت الدراسة أن 24% من الأطفال
أنهوا دراستهم حتى الصف السادس الأساسي، وما نسبته 21% من الأطفال العاملين
أنهوا الصف السابع، وبلغت نسبة من اتموا الصف الثامن أو التاسع أو العاشر
32%.

أما بالنسبة لتوزيع الأطفال العاملين حسب أسباب التسرب أفاد 52% منهم أن
السبب الرئيسي وراء تسربهم يعود إلى مساعدة أسرهم ماديا، في حين أعاد ما
نسبتهم 28% لعدم رغبتهم بالدراسة، في حين ترك بعضهم الدراسة رغبة في تعلم
مهنة.

وعند سؤال الأطفال العاملين حول رغبتهم في العودة إلى المدرسة أجاب 27%
أنهم يرغبون في ذلك، وربط نحو 75% منهم رغبته بالعودة إلى المدرسة بتحسن
الوضع المالي للأسرة.

أما بالنسبة للحالة الصحية للأطفال تشير الدراسة إلى أن 5% من الأطفال
يعانون من أمراض صحية قبل الالتحاق بالعمل، في حين ترتفع النسبة إلى أكثر
من أربعة أضعاف لتبلغ 22.3% ممن يعانون من ازدياد الأعراض المرضية مثل
السعال، ضيق في التنفس، صداع، حكة، ألم في العيون، معتبرة الدراسة أن هذا
مؤشر على التأثير السلبي للعمل على صحة الأطفال.

وتشير الدراسة إلى أن 13% من الأطفال تعرضوا لإصابات عمل 'وتعتبر هذه النسبة أعلى من معدل الإصابات بين البالغين في أماكن العمل'.

أما عن طبيعة التعامل مع الأطفال في بيئة العمل بينت الدراسة أن ما لا يقل
عن 7% من الأطفال يتعرضون للتمييز الذي يشمل مضايقات أخلاقية تشمل الاعتداء
والتحرش الجنسي، والإيذاء البسيط والشديد، كما بينت الدراسة أن 76% من
الأطفال يجبرون على القيام بأعمال التنظيف في مكان العمل لفترة طويلة قبل
البدء بتدريبهم فعليا 'ما يشير إلى استغلال الأطفال للقيام بأعمال يرفضها
الكبار'.

[/size]