عمان - ثمنت فعاليات رسمية وشعبية التوجيهات الملكية السامية للحكومة لاتخاذ الخطوات القانونية الرادعة فورا لمنع ظاهرة اطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية.
وقالوا في لقاءات مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) إن هذا التوجيه الكريم من جلالة الملك عبد الله الثاني يأتي في الوقت المناسب، لاسيما فترة اعلان نتائج امتحان الثانوية العامة، ومواسم الافراح في فصل الصيف، مؤكدين ان هذه الظاهرة تشكل خرقا واضحا للقانون وتهديدا لحياة المواطنين الابرياء حيث إن بعضهم ذهب ضحية لمثل هذه التصرفات الطائشة.
وقال امين عام وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، الدكتور محمد الرعود إن توجيهات جلالة الملك جاءت في سياق الدعوة الى المحافظة على امن المجتمع في ارقى مستوى حضاري، مؤكدا أن الوزارة دائمة التحذير من مغبة هذه الظاهرة وتداعياتها السلبية والتنبيه المستمر بخطورتها. واضاف الرعود ان لدى الوزارة مادة علمية مساعدة تضمنت الحديث عن هذه الظاهرة وخطورتها من خلال الكتاب الذي اشتمل على خطب نموذجية وخص هذه الظاهرة في الكثير من مضامينه، مؤكدا مواصلة الوزارة لمكافحة هذه الظاهرة من خلال تبصير المواطن بالنتائج السلبية المترتبة على هذه السلوكات الخاطئة، لاسيما وأن العديد من الاشخاص الابرياء ذهبوا ضحية رصاصات طائشة ازهقت ارواحهم.
بدوره بين استاذ علم اجتماع التنمية في جامعة مؤتة الدكتور حسين المحادين ان مثل هذه الممارسات الاجتماعية اصبحت واحدة من مهددات الامن الاجتماعي على مستوى الافراد والمؤسسات وان مايثيره اطلاق العيارات النارية من رعب وخوف لمجمل شرائح المجتمع انما هو عمل ينخر في استقرارنا.
واضاف ان توجيهات جلالة الملك لها دلالة غاية في الاهمية لما تشكله من مؤشر نوعي مضاف يعكس حرص جلالته الاكيد لمنع الظاهرة، مبينا ان هناك الكثير من الافراد الذين تضرروا في مناطقهم جراء رصاصات طائشة قدمت من مناطق بعيدة.
واضاف ان ثقافتنا المجتمعية قد استقر فيها مثل هذا السلوك بصورة متتابعة مع الاجيال، لاسيما وان هذه الوسيلة كانت الوحيدة لاشهار المناسبات والابلاغ عن احداث معينة او اثبات القوة وثقافة المغالبة امام الآخرين، لكن بعد ظهور مركزية الدولة بأذرعها القانونية والامنية اصبح من غير الحضاري الاصرار على استخدام العيارات النارية بأشكالها المختلفة بما فيها الصوتية، مشيرا الى امكانية التعبير عن الفرح من دون اللجوء الى وسائل تخلخل استقرار الآخرين، كما ان هناك وسائل اخرى تحد من هذه الظاهرة وفي مقدمتها اللجوء الى تطبيق القانون.
بدوره بين استاذ القانون المدني في جامعة مؤتة الدكتور زيد العقايلة ان هذه الظاهرة اصبحت بمثابة آفة تحصد الأرواح، ولا تقل خطورة عن حوادث السير مؤكدا ان هذه الممارسات سببها الاول غياب الرادع الذاتي لدى البعض من المواطنين وعدم امتثالهم لمواثيق الشرف التي وقعتها العديد من المناطق والعشائر الاردنية، داعيا الى تفعيل العقوبات القانونية بحق كل من يقترف هذه العادة القاتلة.
واضاف العقايلة ان التشريعات القانونية فيها نصوص واضحة تجرم كل من يقدم على مثل هذه الممارسات لاسيما وان تفعيلها سيحد من هذه الظاهرة، الى جانب الدور التوعوي الذي يمكن للمؤسسات التربوية والاعلامية القيام به في هذا المجال ما يجسد الرغبة الحقيقية بالامتثال الى نداءات قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني الذي دعا الى وقف تلك الممارسات وتقويم السلوكات غير السليمة.
من جهته وصف شيخ قبيلة (بلي) في المملكة سلامة بن علي البلوي ظاهرة اطلاق الاعيرة النارية في المناسبات بأنها غاية في الخطورة لما لها من آثار سلبية مدمرة للمجتمع مبينا ان هذه الظاهرة ذهب ضحيتها الكثير من الابرياء في هذا الوطن المعطاء. واكد ان توجيهات جلالة الملك في منع اطلاق العيارات النارية في المناسبات والافراح وتشديد العقوبات بحق مرتكبيها تأتي في الوقت المناسب، داعيا الى ضرورة ترجمة التوجيهات الملكية السامية الى واقع عملي والالتزام بهذه التوجيهات من قبل الحكام الاداريين وان يكون لهم دور فعال باتخاذ الاجراءات اللازمة والصارمة بحق كل من يطلق العيارات النارية.
كما طالب الشيخ البلوي الجهات المعنية بعدم قبول الواسطة او التوسط للاشخاص المخالفين، وتأكيد ضرورة تحويلهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل داعيا الحكام الاداريين ورجال الامن العام كل في منطقته، والذين يستطيعون معرفة المناطق التي تقام فيها المناسبات ان يكونوا متواجدين لمنع هذه الظاهرة السلبية المدمرة للمجتمع.
من جهتها اعربت مديرة مدرسة الزبيدية الثانوية للبنات في منطقة الهاشمي الشمالي حنان صافي عن سعادتها وفرحها بالتدخل الابوي من جلالة الملك لمنع ظاهرة اطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية، والتي لاقت استحسانا من السواد الاعظم من الناس داعية الى ضرورة تفعيل التشريعات والقوانين المتعلقة بمثل هذه الممارسات السلبية، الى جانب التركيز على الدور التربوي والديني في الجامعات والمدارس ودور العبادة .