الزرقاء -لم يغادر المرض جسد الفتى ناصر (14 عاما) منذ 10
أعوام، واستمر بإطباق أنيابه حتى أحاله إلى عاجز عن الحركة والكلام كباقي
الأطفال، مهددا حياته بمزيد من الألم والشقاء، إذا تأخر العلاج لفترة أطول.
ووفق
والده محمد، فإن ابنه مصاب بـ"مرض غامض"، منذ كان في الثالثة من عمره،
شخصه بعض الأطباء على أنه ضمور في الدماغ، فيما تزداد أعراض مرضه في الأيام
الذي لا يجد فيها أبو ناصر من يتحمل مصاريف شراء العلاجات الدوائية
اللازمة له، مؤكدا أن لا قدرة له على تأمين ثمن الأدوية والحفاظات
ومستلزمات العناية، التي يحتاجها ناصر.
ويحمل والد ناصر تقارير طبية
تفيد بإصابته بالشلل الدماغي، وحاجته إلى رعاية مستمرة ودخول مركز متخصص
بالتعامل مع الحالات الصحية المماثلة.
ويزداد "مشهد ناصر" بؤسا ووحشة في
منزل محمد، المكون من غرفتين ومطبخ ودورة مياه، احتلته ستارة قديمة في
غرفة المعيشة الضيقة، لتصبح بمثابة جزء من حياة الصغير ناصر، لتمنع عنه
نظرات وعيون ترقب مرضه.
ويصبح تدبر أمور الحياة، في ظل وجود الفتى
المريض "حملا ثقيلا" على عاتق الأب، الذي يعمل في بلدية الزرقاء ويقف عاجزا
أمام وضع مالي مترد؛ لا يستطيع معه تأمين مستلزمات عائلته، المكونة من 6
أفراد، أكبرهم ناصر.
ويقول أبو ناصر: "نحن نعيش على باب الله، ونسلم
أمرنا له"، مشيرا إلى أن ما يحصل عليه كراتب لا يكاد يكفي لتغطية احتياجات
العائلة، فنصف المبلغ يذهب لتغطية أجرة المنزل وتكاليف فاتورتي الكهرباء
والمياه، وبقية المبلغ لا تكفي لتمرير الشهر بدون الوقوع بضائقة مالية، لا
سيما وأن حالة ناصر الصحية تتطلب إجراء فحوصات طبية متواصلة، ودخول لمركز
متخصص بالتعامل مع الحالات الخاصة، وبتكلفة تفوق قدرته المالية بشكل كبير.
ولا
ينتفع أبو ناصر من المساعدات، التي تقدمها المؤسسات الاجتماعية، في حين
يحصل ناصر على مبلغ 30 دينارا شهريا من وزارة التنمية الاجتماعية.
ويطالب بإدخال ابنه إلى مركز متخصص بشرط عدم المبيت، فهو يرغب بأن يكبر ابنه البكر أمام ناظريه.
ويشعر الأب بالأسى لأنه لم يتمكن حتى الآن من الحصول على عربة مقعدين لابنه ناصر، رغم تقديمه طلب بذلك منذ سنوات.
ويأمل أبو ناصر أن يتمكن من مواصلة تعليم أبنائه وإلحاق ناصر بمركز متخصص لعلاج حالته، وتوفير احتياجاته الضرورية.