تستمر المبادرة الوطنية الشبابية (اتحادنا فرصتنا) بجهودها لتسليط الضوء
على المشاكل المسببة للعنف الجامعي وتحديدا في جامعة البلقاء التطبيقية في
السلط، وقد قام أعضاء المبادرة بعقد ورشة عمل لوضع خطة تنفيذية وبلورة هدف
الحملة ورؤيتها للإصلاح، وقد انضم الى أعضاء المبادره ما يقارب 27 مؤسسة
مجتمع مدني في السلط ليكوّنوا تحالف من شأنه أن يتفاعل مع المجتمع والشباب
لوضع حد لمشكلة العنف الجامعي وامتداداته في السلط.
هذا وتنطلق الأسبوع القادم أولى فعاليات التحالف بمهرجان في جامعة البلقاء
التطبيقية لنشر الوعي بين الطلاب وتحفيزهم على اتخاذ خطوات عملية للحل،
وسيتخلل المهرجان توقيع العرائض من قبل الطلبة والمسؤولين وتوزيع مطويات
وبوسترات الحملة وعدد من الفقرات التي تستهدف الطلبة.
وقد تفاعل مع الحملة عدد كبير من الإعلامين البارزين مما يؤكد أن رسالة
الإعلام هي نقل نبض الشارع إلى الناس ولفت نظرهم وحشد رأيهم الى الحلول
المثلى لمشاكل قد تتفاقم يوما ما لتؤثر على سمعة جامعاتنا الأردنية التي
كانت ونطمح أن تبقى منارة علم لكل الطلاب العرب
ومع تعدد أسباب العنف الجامعي التي تناولتها وسائل الإعلام والمثقفين
واللجان المتخصصة والدراسات، فإن حملة شباب لمناهضة العنف الجامعي في السلط
تجد أن السبب الرئيسي الذي يؤرق الحياة الجامعية هو عدم تفعيل دور الطلبة
كمنتجين في الجامعة ولا يجدون من يأخذ بيدهم لشغل أوقات الفراغ لديهم، كما
أنه ليس هناك برامج ونشاطات فعالة لاستثمار طاقة الشباب في الجامعه ناهيك
عن شعور الطلاب بالتهميش والعزلة وعدم وجود وسائل اتصال رسمية بين الطلاب
وإدارة الجامعة حيث يشعر الطلاب أن القرارات تأتي من إدارة الجامعة وتؤثر
عليهم ولا يشاركون بها أو يتم أخذ رأيهم ، مما يسبب المزيد من الإحباط
والشعور بالكبت ويقلل من شعورهم بالمسؤولية والإنتماء لجامعتهم.
الحمله تجد أنه لتفعيل مفهوم المواطنة يجب الموازنة بين الحقوق والواجبات،
فيجب أن نعطي الطالب الحق في المشاركة والحق في التعبير عن رأيه وحينها
فقط سيكون مسؤولا ويقوم بواجباته على أكمل وجه، وإن لم يحصل هذا يكون مبدأ
الثواب والعقاب خير وسيلة باللجوء الى القانون ونظام الجامعة دون النظر الى
الواسطات والمحسوبيات التي تعزز الهوية الفرعية وتقلل من شعور الطالب
بالمواطنة والإنتماء إلى هوية أردنية تسمو فوق كل الهويات الفرعية.
وتجد الحمله أيضا أن إهمال دور الطلبة كمدافعين عن حقوق الإنسان وحماية
مجتمعهم من العنف أدى إلى تفاقم المشكلة، وأن التركيز على واجبات الطالب
دون النظر إلى حقوقه أدى إلى إضافة أعباء على الطالب والإخلال بتوازن مفهوم
المواطنة الصالحة التي تعني واجبات مقابل حقوق.
وترى الحملة أن الحل يكمن في تفعيل مجالس الطلبة في الجامعات واختيار آلية
انتخاب جديدة غير نظام الصوت الواحد وإنشاء مجلس طلبة منتخب في جامعة
البلقاء التطبيقة أسوه ببقية الجامعات الأردنية لجهة ممثلة للطلبة تتدخل في
مواجهة العنف وتفعل مشاركة الشباب في التغيير الإجتماعي، حيث أنه بالنظر
إلى تعليمات الأندية الطلابية والجمعيات العلمية في جامعة البلقاء
التطبيقية، فإن الحمله لا ترى أنها ترتقي إلى مستوى مجالس الطلبة والموجود
في كل الجامعات الأردنية .
وسيعمل هذا المجلس وفقاً لأحكام الدستور المتعلقة بالحق في الإجتماع ضمن
حدود القانون والحق في تكوين الجمعيات (المادة 16) ومنسجماً مع الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان (الماده 19 و المادة 20) المتعلقه بحرية الرأي
والتعبير و حرية المشاركه فى الجمعيات والجماعات السلمية والعهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المواد 21، 22، و25) والمتعلقة بالحق في
التجمع السلمي وحرية تكوين الجمعيات والحق في المشاركة في إدارة الشؤون
العامة.
إن تشكيل مجلس الطلبة سيعطي فرصة للطالب للمشاركة في رسم السياسة في
الجامعة وفي التعبير عن رأيه وإعطائه المساحة الكافية للعمل الطلابي ،
وسيشجع على الحوار واحترام الرأي الأخر وتنمية الممارسات الديمقراطية، كما
أن من مهام المجلس متابعة قضايا الطلبة وتوعيتهم لواجباتهم والمحافظة على
منجزاتهم والعمل مع إدارة الجامعة على حل مشكلاتهم.
وتشيد الحملة بتجربة الجامعة الهاشمية التي اعتمدت نظام القوائم الإنتخابية
لتكون بذلك أول جامعة أردنية تقر هذا النظام، مما يعزز النهج الديمقراطي
بين الطلبة، ويعمل على زيادة فضاء حرية الإختيار، وتوسيع قاعدة المشاركة
المبنية على برامج مدروسة تقدمها الكتل الطلابية المختلفة خدمةً لزملائهم
الطلبة، إضافة إلى زيادة وعي الطلبة بحقوقهم ومسؤولياتهم تجاه جامعتهم
ووطنهم، ويُعزز مبدأ العمل الجماعي القائم على البرامج مما يؤدي إلى إشراك
حقيقي وفعلي للطلبة في عملية التنشئة والتنمية السياسية.
إن تشكيل مجلس طلبة منتخب ذو استقلالية في جامعة البلقاء من شأنه أن يكون
جهة ممثلة تتدخل بشكل مباشر في مواجهة العنف ويكون لها تأثير على جميع
شرائح الطلبة، كما يكون المجلس مسؤولاً عن قضايا الطلبة وعلى صلة مباشرة
بقادة المجتمع المحلي ووسائل الإعلام والعلاقات الخارجية. وذلك لتسهيل كسب
التأييد حول مبادرات ضد العنف ، وسيعمل على تفعيل دور الشباب وإدماجهم في
برامج لا منهجية وتطوعية لخدمة الجامعة والمجتمع المحلي أيضا، كما يقترح
ضمن برنامجه عدد من الأنشطة التي من شأنها أن تفعل دور الطالب وتجعله
يستثمر أوقات الفراغ، وسيعمل على زيادة الوعي بين الطلبة بتعزبز الثقافة
القانونية واحترام القانون والتوعية حول مفاهيم حقوق الانسان وللهيئة
العامة سحب الثقة من مجلس الطلبة في حال فشلهم في التصدي لقضايا العنف
المجتمعي داخل الجامعة.
ومن الجدير بالذكر أن القائمين على هذه الحمله هم الشبكه العربية للتربية
المدنية - أنهر وأكاديمية التغيير للدراسات الديمقراطية والتنموية وجمعية
موسى الساكت للتنمية وتجمع أبناء السلط و نادي السلط الرياضي والشبكة
الأهلية لتنمية القدرات .
وقد ذكرت فتوح يونس مديرة المبادره إن العنف مشكلة متعددة الوجوه، فهي
مشكلة اجتماعية وصحية واقتصادية وثقافية في الوقت نفسه، وقد أخذت بالتزايد
في الآونه الأخيرة حيث ذكرت إحصاءات الأمن العام أنه منذ بداية العام 2012
ولغاية شهر آذار، وقعت 28 مشاجرة جماعية أي "عشائرية" في مختلف مناطق
المملكة، وأن العنف المجتمعي في تزايد مستمر، حيث تظهر الأرقام أن عدد
المشاجرات في سنة 2006 كانت 297 مشاجرة، وسنة 2007 بلغت 488 مشاجرة، أما في
عام 2010 فبلغت 600 مشاجرة موزعة على كافة مناطق المملكة.
وذكرت أيضا أننا اخترنا أن نبدأ من السلط وتحديدا مع الشباب لأنهم أداتنا
للمستقبل ولأنهم الشريحه الأكبر والمؤثرة في مجتمعنا ويجب أن يأتي الحل عبر
العمل معهم وإشراكهم في القرار وتحميلهم مسؤولية تحسين الوضع في جو يحترم
حقوقهم ويشجع طاقاتهم وإبداعاتهم.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المبادرة موجهة من وإلى الطالب الجامعي ، وتعمل
على الوصول الى صناع القرار على مستوى الجامعة والدولة من وزارة التعليم
العالي ورؤساء الجامعات ووزارة الشباب لتعزيز هذه المبادرة التي تنسجم في
كثير من البنود مع الإستراتيجية الوطنية للشباب بالإضافة إلى كسب تأييد
قادة المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني المتواجدة في مدينة السلط.
وستستمر الحملة في نشاطاتها في الأشهر المقبلة لتشمل عدد من اللقاءات مع
المسؤولين وصناع القرار وتعميم الحملة على الشباب ولقاءات مع القيادات
المجتمعية والشباب، بالإضافة إلى عروض مسرحية تفاعلية لإيصال مطالب الحملة.
وذكر الأستاذ ابراهيم كلوب المدير التنفيذي لجمعية موسى الساكت للتنمية أن
مشكلة العنف الجامعي باتت تهدد الأمن الجامعي وسمعة التعليم الأردني، لذلك
يجب وضع حلول جذرية لمعالجة المشكلة منها التشديد على سيادة القانون بعدالة
خاصة لمن يقومون بتكرار الإساءة والمشاجرات وتأهيلهم و تعديل سلوكهم
باستخدام العقوبة البديلة وتعبئة أوقات فراغ الطلبة خاصة أنه في ظل نظام
تعليم الساعات أصبحت الجامعات عاجزة عن معالجة مشكلة الفراغ، فيجب إيجاد
برامج ثقافية اجتماعية رياضية داخل الجامعة لتعبئة فراغ الشباب وتفعيل
دورهم واستثمار طاقاتهم.
وكخطوة استباقية يجب علينا التوجه الى المدارس لأن مخرجات المدارس هي
مدخلات الجامعات ومهمة الجهات المعنية الاهتمام بهذه الفئة و تهيئتها لدخول
الجامعات ونشر ثقافة نبذ العنف، كما أن المحاضرات التي تستهدف توعية
الشباب يقوم بتحضيرها الكبار و يحضرها الكبار و يغيب عنها عنصر الشباب و
بذلك لا تصل الرسالة المرجوة لذلك من الضروري إشراك الشباب في العمل العام
والسياسي والجامعي والتشديد على أهمية مجلس الطلبة باستخدام نظام القوائم
حتى يكون هناك برامج طلابية فعالة لخدمة و مساعدة الطلاب وإدارة الجامعة في
العملية التعليمية.
أما المهندس مصطفى الواكد رئيس تجمع أبناء السلط قال: أن يتدخل جلالة
الملك ويدعو إلى تعزيز منظومة القيم المجتمعية بدءا من الأسرة والمدرسة
والجامعات، بما يقوي النسيج الإجتماعي ويحمي الوطن و منجزاته و مكتسباته
يعني أن العنف بأشكاله المختلفة قد وصل حدا لا يمكن السكوت عليه وبلغ ذروته
في الجامعات.
وأن العنف نقيض الديمقراطية وعدو القانون ودولة المؤسسات ومدمر المجتمعات
فكيف إذا كان مصدره الجامعات، وهي في الأصل مدارس للحضارة والرقي وفيها
نتعلم الديمقراطية واحترام الرأي والإحتكام للعقل والمنطق، وليست مجرد آله
تحشو عقول أبنائنا بمعلومات لا مكان لها سوى قاعة الامتحانات. إن الموضوع
مرتبط بأخلاقيات و بنية المجتمع ونظرته لمرتكب العنف.
وصرح السيد طارق الخرابشة – منسق هيئة شباب كلنا الأردن في محافظة
البلقاء أن على الجميع أن يعنى بالإرتقاء بالشباب والأخذ بآرائهم وأفكارهم
وتفعيل دورهم في الجامعات، وعلى إدارة الجامعات أن تدرك بأن الشباب شريك
حقيقي في التنمية وعليهم أن يأخذوا فرصتهم في التعبير عن رأيهم وطموحاتهم .
ومن خلال عمله مع الشباب في هيئة شباب كلنا الاردن في محافظة البلقاء يقول
الخرابشة أنه لمس لدى الشباب القدرة على التغيير والإرتقاء بمستوى برامجهم
داخل جامعاتهم ولديهم أفكار نوعية بحاجة فقط الى تبنيها من قبل إدارة
جامعاتنا.
وبالنسبة لجامعة البلقاء التي يتفاعل شبابها بشكل ايجابي مع نشاطات الهيئة
فقد كانت مطالب شبابها أن يكون لهم اتحاد طلابي أسوة بباقي الجامعات حتى
يكونوا قادرين على ممارسة دورهم الإيجابي تجاه جامعاتهم.
وذكر د. طلال القضاة عضو مجلس ادارة في نادي السلط الرياضي أن مشاركة
الطلبة في رسم السياسات والقرارات الخاصة بالطلبة هي بداية المشاركة
السياسية على المستوى الوطني حيث أن الجامعات هي الأرضية الأولى لممارسة
الحقوق والواجبات وصقل الشخصية واكتساب المهارات العملية إضافة الى التعليم
الأكاديمي للطلبة، تعزيزا لمبدأ المشاركة المجتمعية في كل نواحي الحياة.