مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني رعى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت في عمان صباح اليوم الخميس احتفال وزارة الصحة باليوم الوطني السابع للجودة وسلامة المرضى وتكريم اربعة مستشفيات وتسعة مراكز صحية حصلت على شهادة الاعتماد من مجلس اعتماد الرعاية الصحية.
واكد رئيس الوزراء في كلمة القاها خلالها الاحتفال ان الاردن يمضي قدما لتوسيع مظلة التأمين الصحي عبر شمول فئات وشرائح جديدة من غير المؤمنين صحيا بعد ان شملت مظلات التأمين الصحي في القطاعات المختلفة أكثر من 87 بالمائة من المواطنين لافتا الى ان الاردن يسعى لتحقيق التامين الصحي الشامل لجميع ابناء الوطن في عام 2012 .
كما اكد البخيت ان الاردن وبفضل التوجيهات الملكية حقق انجازات صحية ريادية على مستوى المنطقة حيث شهدت المملكة خلال السنوات الأخيرة نقلات صحية نوعية في إطار مؤسسي راسخ يمتلك مقومات الديمومة استنادا إلى شراكة قوية نموذجية بين القطاعين العام والخاص .
وشدد على ان جودة الخدمات الصحيه وكفاءتها تعتبر المفتاح الحقيقي لبناء نظام صحي قوي وهو ما تميز به قطاعنا الصحي من خلال تقديم خدمات صحية نوعية ذات مستوى وجودة عالية وكفاءة متميزة .
وقال البخيت انه وفي ضوء التحديات التي يفرضها على القطاع الصحي عصر الانفتاح والعولمة وتماشياً مع المتغيرات المتسارعة على المستويين المحلـي والإقليمي ، فقد بات لزاماً العمـل على إعـداد وصياغـة إستراتيجيـة وطنيـة للقطاع الصحي اكثر استجابة للتحديات بحيث تستند إلى رؤيـة ورسالـة وأهـداف محددة قابلـة للتحقيق تحافـظ على المكتسبات وتحقق أهـداف التنميـة الشاملـة والمستدامـة بما يتوافـق مع التوجيهات الملكيـة الساميـة في تقديـم الخـدمات الصحيـة ذات جـودة وكفاءة عاليتين.
وشدد على ضرورة أن تستنـد الإستراتيجية على العمل المؤسسـي وتسودها ثقافـة الإدارة المبدعـة والتخطيط الإستراتيجـي المدروس وتنعكس بالتالي على تحسين الوضـع الصحي العام للمواطنيـن وتؤمـن لهـم الحمايـة في ظـل نظام تأمين صحي شامل عـادل.
واعرب عن ايمانه العميق بأن الجودة وسلامة المرضى ضرورة حتمية لخدمة المرضى ولإحراز المزيد من التقدم لقطاعنا الصحي مضيفا ' ان النظم الصحية التي أهملت الجودة وأسقطتها من حساباتها تكبدت تكاليف باهظة كان بالإمكان تجنبها عبر الالتزام بالجودة ومعاييرها باعتبارها طريقا مختصرا سالكا آمنا أقل كلفة اقتصادية واجتماعية وقدرة على تحسين الخدمات وتحقيق العدالة ' .
ولفت رئيس الوزراء الى ان المؤشرات الصحية الرئيسية تظهر ما حققه الأردن من تقدم صحي إذ انخفض معدل وفيات الأمهات والأطفال وارتفع معدل العمر المتوقع عند الولادة والحفاظ على الأردن خال من الأمراض الوبائية كالملاريا وشلل الأطفال والدفتيريا وهو يمضي قدما للتخلص من أمراض وبائية أخرى .
وعلى صعيد الرعاية الصحية الأولية والثانوية اشار رئيس الوزراء الى ان الأردن نفذ برنامجا نموذجيا للتحصين ضد الأمراض الخطرة وتوسع في البرنامج بإدخال مطاعيم جديدة كما تمت إضافة عناصر غذائية وفيتامينات لمادة الطحين لتحسين الوضع التغذوي وتم استحداث برنامج وطني للمسح الطبي لحديثي الولادة للوقاية من الإعاقات العقلية فضلا عن التوسع في إنشاء المراكز الصحية بمستوياتها المختلفة والبالغ عددها حاليا 693 فضلا عن انتشار المستشفيات وتوسيع القائم منها وإعادة هيكلته وتطويره والعمل جار على إنشاء مستشفيات حكومية جديدة في عدد من محافظات المملكة .
وقال البخيت إن الانجازات التي حققها القطاع الصحي العام والخاص في الأردن جعلته قبلة لطالبي الاستشفاء والرعاية الصحية من دول الجوار والعالم ،مؤكدا سعي الاردن لبناء نظام صحي أكثر قوة .
ونوه البخيت الى ان الأردن يمضي بخطى ثابتة على صعيد تعزيز الالتزام الرسمي التام بالاعتمادية كطريق للارتقاء بالخدمات الصحية وتطويرها وتحقيق سلامة المرضى ورضاهم عن الخدمات الصحية المقدمة لهم عبر تطبيق معايير الجودة باعتبار الاعتماد مطلبا وضرورة ملحة وليس ترفا لا لزوم له .
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على ان الجودة في القطاع الصحي على رأس سلم أولويات الحكومة التي لن تألو جهدا في دفع هذا القطاع الصحي لتحقيق الجودة لتكون عنوانا عريضا لمؤسساتنا الصحية سواء على مستوى الرعاية الصحية الأولية أو الثانوية والثالثية .
من جهته اكد وزير الصحة الدكتور عبداللطيف وريكات أن سلامة المرضى وجودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة أضحت علامة فارقة في التميز العلمي للمؤسسات الطبية واستقطاب للمرضى .
وقال ان جودة الخدمات الصحية المقدمة وسلامة المرضى هي التزام واجب التنفيذ يحتمه الواجب المهني والأخلاقي والوطني مؤكدا ان النظم الصحية التي أغفلت هذه المفاهيم كبدت المجتمعات خسائر جمة ، مادية ، ومعنوية ، وتسببت بمعاناة كبيرة للمرضى .
ولفت وزير الصحة الى عزم الوزارة المضي في برنامج تحسين جودة وسلامة الرعاية الصحية بحيث يشمل كافة المستشفيات والمراكز الصحية لضمان تلقي جميع المواطنين الرعاية الصحية الآمنة ذات الجودة العالية ،مشيرا الى ان الوزارة شاركت في جميع المبادرات التي أطلقها التحالف العالمي لسلامة المرضى ومجلس اعتماد الرعاية الصحية .
واكد وزير الصحة ان هذا العام يعتبر استثنائيا في مسيرة الجودة والاعتمادية في وزارة الصحة وذلك لحصول أربعة مستشفيات وتسعة مراكز صحية على شهادة الاعتماد من مجلس اعتماد الرعاية الصحية وذلك تأكيدا على المستوى المتميز الذي تقدمه لملتقي خدمات الرعاية الصحية على مستوى المملكة .
وقال وزير الصحة انه وبهدف مأسسة موضوع سلامة المرضى ومعرفة نسب الإيذاء وسببه الذي يتعرض له المرضى أثناء تلقيهم للرعاية الصحية وأسبابه في مستشفيات وزارة الصحة وإمكانية تلافيه فقد أنجزت الوزارة بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إلى جانب ست دول أخرى دراسة بدأت عام 2005 وأعلنت نتائجها عام 2008 وكان أهمها أن ما نسبته 4ر62 بالمائة من الأخطاء الطـبية قابلة للتلافي .
بدوره اشاد ممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور احمد اليوسفي بالمستوى الذي حققه الاردن في مجال معايير جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى واللذين اصبحا وجهين لعملة واحده لافتا الى اهمية مضاعفة الجهود للمحافظة على هذا النهج وتطويره .
من جهته بين ممثل الوكالة الاميركية للانماء الدولي ان الوكالة تساند الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتعزيز الخدمات المقدمة في المراكز الصحية لافتا الى ان الاردن ومن خلال تطبيقه لافضل المعايير الصحية اصبح نموذجا للدول التي تقدم الخدمات الصحية العلاجية في المنطقة .
وفي نهاية الاحتفال وزع رئيس الوزراء الجوائز والدروع التكريمية على المستشفيات والمراكز الصحية الحاصلة على شهادة اعتماد الرعاية الصحية والداعمين للمشروع .
