admin المـديـر العـــام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1234 نقاط : 3565 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 14/06/2010 العمر : 26 الموقع : https://shbab-jo.yoo7.com
| موضوع: الولاية العامة.. هل يستعيدها الرفاعي: الدخول لغرفة العمليات يتخلله بعض الألم !! الإثنين أغسطس 09, 2010 5:56 pm | |
| الولاية العامة.. هل يستعيدها الرفاعي: الدخول لغرفة العمليات يتخلله بعض الألم !!
محاولتان على الأقل شهدتهما الساحة السياسية الأردنية خلال الأيام الماضية لتعطيل قرارين للحكومة من قبل شخصية رسمية تعمل مع الطاقم الإستشاري بمؤسسة القصر الملكي.
الأولى تمثلت في محاولة إعاقة قرار حكومة سمير الرفاعي الأخير الخاص بحجب المواقع الإلكترونية عن قطاع الموظفين أثناء الدوام الرسمي وقد فشلت بوضوح,والثانية محاولة إعادة رئيس تحرير صحيفة يومية فصل من عمله تعسفا وفشلت هي الأخرى.
.. ما الذي يعنيه ذلك ؟.. سألوا في أروقة القرار فكان الجواب المرجعي إنها (الولاية العامة) لرئيس الوزراء وهي ولاية فيما يبدو ان سمير الرفاعي قرر الحصول عليها كاملة وبلا نقصان بل حصل على الأرجح على ضوء أخضر ومساحة (دلال) خاصة حتى ينجح في المهام الصعبة التي كلف بها.
.. عندما شكل الرفاعي حكومته وصف إعلاميا بالرجل العنكبوت .. قبل أيام منح لقب الرجل الأخطبوط الذي يقرر ويمضي فالرفاعي الشاب لا يستمع للتقديرات والتوجيهات إلا من جهة واحدة فقط يعرفها الجميع… ما دون ذلك يتعامل الرفاعي مع النصائح ومحاولات التدخل بالقطعة يعتمد ما يفيد ويرفض ما لا يعجبه او يعتبره خارج البرنامج.
وهذه القواعد يطبقها سمير الرئيس حتى على أركان وزارته وهذا ما شعر به نائبه الأول رجائي المعشر الذي دخل ليقدم إقتراحا محددا بخصوص مقاطعة الإسلاميين للإنتخابات وخرج خالي الوفاض متذمرا من أن الرئيس رفض المقترح جملة وتفصيلا حتى قبل الإستماع للتفصيل.
نفس الأمر يعتقد انه حصل مع النائب الثاني الطازج الدكتور خالد الكركي ففي أسبوعه الأول في حكم وزارة التربية والتعليم إستقبل الكركي قادة الحراك التعليمي وخرجوا من عنده بإنطباع يفيد بان الوزير الجديد سيلغي قرارات إتخذها سلفه ويعترض عليها الحراك التعليمي.
بعد أسبوع فقط إستغل الكركي أول مؤتمر صحفي ليعلن بأن وزارته لن تخضع لأي جهة وقال بالحرف المليان أنه لن يوقع قرارا بالتراجع عن عقوبات سلفه إبراهيم بدران.. التفسير الوحيد المنطقي ان الرئيس الرفاعي يرفض التراجع وان الكركي يحاول تجنب الإحراج فهو في النهاية وزير في حكومة وليس قائدا في الشارع.
حتى النائب الثالث للرفاعي وزير الداخلية نايف القاضي إعترض ثلاث مرات على ثلاث قرارات للحكومة ولم ينتهي إعتراضه بأ ي شيء.
إذا سألت أي جهة عن ما يحصل يمكن للرفاعي الشاب ان يجيب وببساطة إنها الولاية العامة للحكومة ولرئيس سلطة التنفيذ حسب الدستور وهي نفسها الولاية التي شكلت شعارا براقا خطب لصالحه كل من يخطب اليوم ضد حكومة الرفاعي فالرجل يدير حكومة تعمل بدون برلمان وبدون تدخل مؤسسات شريكة في الحكم.
الشخص الوحيد في مؤسسة شريكة الذي حاول الضغط لإعاقة توجهات حكومة الرفاعي فشل مرتين وخلال أسبوعين فقط ومؤسسة الديوان الملكي التي كانت تتهم بالتدخل في الحكومات في الماضي القريب يترأس طاقمها لاعب مخضرم ومعتدل من خارج معادلة الصراع ومراكز القوى ويشكل وجوده ضمانة توازن لجميع الأطراف وهو المهندس ناصر اللوزي الذي يلعب دورا مساندا لأداء الحكومة وميسرا لها.
السياسي المحنك عبد الهادي المجالي لاحظ في إحدى مجالساته المفارقة التالية: قامت الدنيا قبل ثلاث سنوات ونظمت حملات ضد شخصيات محددة في طبقة الحكم على أساس انها تعيق الولاية العامة لرئيس الحكومة.. نفس الجهات التي حملت لواء إستعادة الولاية العامة هي التي تشاغب بكثرة على رئيس الوزراء الحالي الذي يطبق الولاية بحذافيرها وبشقيها القانوني والأخلاقي بمعنى تحمل مسئولية كل صغيرة وكبيرة.
ذلك عمليا يخلق الإنطباع بعدم إستقرار فكرة محددة على مستوى المجتمع السياسي إلا فكرة الشغب دوما بسبب أو بدونه.
رغم ذلك يعترف الرفاعي نفسه بان قراراته (ليست شعبية) ولن يحبها الناس ففي جلسة خاصة لم تخص للنشر سمعت القدس العربي مباشرة الرفاعي وهو يشير لإن الظروف العامة في اليلاد والمنطقة لا تحتمل المجاملات على حساب الوقائع والحقائق ولإنه شخصيا أسقط حسابات الشعبية من قاموسه وسيتخذ قرارات (مؤلمة).
إختصر الرجل فكرته الإدارية بالتالي: أهل المريض يعرفون بالعادة ان غرفة العمليات تشكل الحل الأخير لإنقاذ المريض وهذا شعور جميل يبعث على الأمل لكن بعد غرفة العمليات وفيها لابد من القليل من الألم.
بالنسبة للبعض في الخارج قرارات حكومة الرفاعي خصوصا في الأونة الأخيرة صادمة.. عرفية.. قاسية.. تأزيمية لكن بالنسبة للحكومة ورئيسها هذه القرارات ضرورية جدا لإنقاذ المريض وتأمين خروجه من غرفة العلميات إلى غرفة الإنعاش بأقل الأضرار.
قبل نحو عامين وعندما كان الرفاعي خارج الحكم سأله احد الصحفيين عن الزاوية الخفية في قصة إختيار الرؤساء والوزراء.. الإجابة كانت كالتالي: المسألة تقررها طبيعة المهمة فإذا كان الطلوب إنزال لوحه عن حائط يمكن إستخدام آلة تفكيك البراغي او سكين الفواكه لكن إذا كان المطلوب إزالة الحائط نفسه لابد عندها من المهدة (مطرقة عملاقة).
.. والده العتيق زيد الرفاعي قال في الحديث الصحفي اليتيم المسجل معه : أنا أؤمن بالإنضباطية في الإدارة العامة والحكم.
المشهد هنا واضح الإبن الرئيس قد لا يبتعد في الأساسيات عن روحية مدرسة والده في الحكم.. الأهم ان سمير الرفاعي رغم كل الصخب والجدل الذي يثيره مجرد رئيس وزراء يستعيد الولاية العامة و(ينفذ) ليس أكثر.. طبعا في الطريق لابد من بعض الأخطاء او الغموض غير المبرر
| |
|