مواطنون يشكون من تفاقم ظاهرة التسول ويطالبون بوسائل لتنظيم إخراج الصدقات

فيما يجد متسولون في شهر رمضان فرصة كبيرة لاستغلال عطف وكرم الناس لتعاظم أجر المتصدقين ونيل الحسنات في شهر المغفرة، تتزايد الشكاوى من ظاهرة التسول، التي أصبحت فناً واحترافاً وتجارة رابحة، تدر على بعض ممارسيها الأموال الطائلة.
ومع ازدياد الظاهرة وعشوائيتها في رمضان، تعالت أصوات تطالب بضرورة استحداث سبل وطرق تنظم إخراج الصدقات من الأفراد والمؤسسات في هذا الشهر المبارك، لتذهب إلى الأسر المستحقة بدلا من توزيعها العشوائي على متسولين في الشوارع العامة.
ويقول الناطق الإعلامي للجنة التحضيرية لنقابة العاملين في المساجد حمزة البطوش، إن 'الكثير ممن يخرجون الصدقات وزكاة أموالهم لا يعرفون لمن يذهبون ولمن يعطون أموالهم، فيخرجونها لمحترفي التسول والدجل المنتشرين في كل مكان، والبعض الآخر يخرجها في غير مصارفها التي حددها الله عز وجل، ما يحرم المتعففين والمستحقين الفعليين من هذه الأموال'.
ويضيف البطوش ان 'الكثير من المواطنين يتعاملون مع المتسولين بسياسة الهبة والفزعة'، مشيراً إلى عدم وجود أي خطة متكاملة للقضاء على هذه الظاهرة أو حتى الحد منها، في وقت ما نزال ندفع فيه الملايين تحت بنود محاربة الفقر، وتحسين الأوضاع المعيشية للأسر العفيفة.
من جهته، يرى الناطق الإعلامي باسم اللجنة التحضيرية لنقابة المحامين الشرعيين الدكتور فتحي طعامنة، إن المواطن مطالب بتغليب العقل على العاطفة، وألا يقدم على مساعدة هؤلاء وأن يبحث عن الفقراء الذين تحسبهم أغنياء من التعفف.
وبين طعامنة أن الزكاة والصدقة هما الحل للخروج من الأزمات الاقتصادية، بل والقضاء على الفقر والبطالة، منوهاً إلى أن فريضة الزكاة وأموال الصدقات تدل على روعة التشريع الإسلامي الذي استطاع أن يسبق علماء الاقتصاد والمؤسسات العالمية الكبرى في وضع الحلول للخروج من الأزمات الاقتصادية، مؤكدا أن إدارة أموال الصدقات بشكلها الحالي لا يحقق المقصود منها وهو القضاء على الفقر.
وأضاف، إن كثيرا من الأسر المتعففة بحاجة لمثل هذه الصدقات، مشدداً على ضرورة إيجاد آلية عمل دقيقة تتحرى عن مدى حاجة الأسرة للإعانة عبر استمارة دراسة الحالة وزيارات متخصصة، مطالبا المحسنين والمتصدقين بضرورة التوجه إلى الجمعيات الخيرية بأموالهم بدلا من استقبال المحتاجين في بيوتهم، أو التصدق عليهم في الشوارع بدون إدراك مدى حاجتهم.
ولفت إلى أن كثيرين أصبحوا يمتهنون التسول في رمضان لاستدرار عطف المحسنين والخيرين الذين يقبلون بدورهم على فعل الخيرات والصدقات وإخراج الزكاة، ولذلك يتفنن المتسولون بكل الوسائل والحيل المعروفة عنهم والقصص والحكايات الإنسانية المفبركة والعاهات المصطنعة للحصول على أقصى نصيب لهم من هذه الأموال والمواد الغذائية، في حين أن بعض الأسر المحتاجة بالفعل لا تصلها المعونة.
بدوره، قال مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الإفتاء العام المفتي حسان أبو عرقوب، إن 'الزكاة تلعب دورا كبيرا في الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للأمة الإسلامية، وأن عملية الإصلاح تتم عبر أخذ الأموال من الأغنياء لترد على الفقراء، فيقضي بها الفقير حاجاته الأساسية مثل المأكل والمشرب والملبس والمسكن، فتزداد بذلك القوة الشرائية للنقود بنقلها إلى الفقراء الذين ينفقونها على الضروريات بدلاً من إنفاقها على كماليات الأغنياء، وبهذا يستطيع الفقير أن يشارك في الحياة الاقتصادية.
وأكد أبوعرقوب، أهمية الزكاة في القضاء على البطالة وعلى مشكلة تكدس الثروات في يد فئة قليلة وتضييق الهوة بين الأغنياء والفقراء، مشيرا إلى أن من أهداف الزكاة رفع مستوى الفقراء والمساكين وتحويلهم لطاقة إنتاجية في المجتمع، بألا يقتصر الأمر على إعطائهم إعانة وقتية بل يتعدى الأمر إلى إنشاء مشاريع استثمارية للشباب الفقير العاطل عن العمل من حصيلة الزكاة.
وبين أبوعرقوب، أن توزيع أموال الزكاة بشكلها الحالي لا يحقق الهدف المنشود منه وهو القضاء على الفقر، نظراً لوجود عشوائية في إدارة هذه الأموال، مطالباً بإدارة مركزية لجمع وتوزيع أموال الزكاة، تحت إشراف حكومي حتى لا تضيع هذه الأموال، على أن يتم صرفها لمن هو أشد حاجة.
ويقول المواطن احمد عابودي، دائما نجد متسولين أثناء جلوسنا في المقاهي والمطاعم او حتى اثناء السير، يتوسلون بعبارات مبتذلة ومكررة من أجل الحصول على بعض المال، بحجج واهية.
ويضيف، أنه قد تعرض لمتسولة تحمل وصفة للعلاج بهدف استعطاف وطلب المساعدة وظلت تلح ولم تتركه حتى أعطاها مبلغاً، وفي اليوم نفسه قابله شخص سرقت نقوده يطلب العون حتى يعود إلى بلده، ومرة ثالثة سيدة تدعي أن أمها ترقد في المستشفى تحتاج العلاج.
وترجع أم محمد، زيادة عدد المتسولين فى رمضان، إلى استغلال المتسولين لعطف الناس، فهم يعلمون أنه شهر الخير، وكثيرون يخرجون صدقاتهم فى هذا الشهر وحتى الزكاة فهم ينتهزون الفرص ليس أكثر.
وتضيف، 'الأغرب من هذا أن تجد أطفالا صغارا يستعطفون الناس، على أساس أنهم يتامى، وتختلف العينات وتتنوع لتصنع الديكور اليومي لشوارع العاصمة عمان وغيرها من المحافظات، خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك'.

» العقبة: مواطنون وزوار ينتقدون مستوى نظافة المدينة ويصفونه بـ"الرديء"
» مواطنون يتجمهورين أمام محطة تشغيل المياه في الزرقاء وسط حضور امني وحالة من التوتر تسود المكان