العقبة - طالب مواطنون ومراقبون رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عيسى أيوب بفسخ العقد المبرم مع "شركة المدينة النظيفة" في العقبة بعد "إخفاقها الكبير" في تنفيذ أهم بنود الاتفاقية، وهو نظافة العقبة الذي لم يتحقق بعد.
وقال مواطنون وزوار إن مستوى نظافة المدينة هو "خطوة إلى الوراء"، في ظل تراكم النفايات ليس في المناطق التجارية فقط، بل في المناطق السكنية والفندقية، مؤكدين أن واقع المدينة البيئي، لا يتناغم مع خصوصية المدينة، عاصمة السياحة العربية لهذا العام.
وطالبوا رئيس وأعضاء مجلس مفوضي سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة باتخاذ إجراءات سريعة، لفسخ عقد السلطة مع شركة النظافة، وتطبيق البنود الجزائية، كون الشركة أخلت بأهم بنود الاتفاقية المبرمة.
وشددوا على أن الحديث عن نظافة العقبة ليس بالحديث العابر، كونه يتعلق بصحة المواطن وأمنه الغذائي والصحي والبيئي، مؤكدين أن تراجع مستوى النظافة ينعكس سلبا على كل أرجاء المدينة.
وقالوا إن "نظافة المدن هي عنوان لشعوبها ولن نقبل أن تسيء الشركة المنوط بها نظافة المدة إلى سمعة الشعب الأردني والوجه الحضاري المشرق، كون العقبة مدينة سياحية يفد إليها السياح من كل حدب وصوب، وهم بمثابة سفراء وشعراء ينقلون ما يرونه سواء كان سلبا أم إيجابا".
وانتقدت السائحة البريطانية سنري كولين (40 عاما)، والتي زارت العقبة أكثر من مرة، تراكم أكوام من النفايات بشكل عشوائي داخل المدينة، مؤكدة أنها زارت العقبة عام 2003، وكان مستوى النظافة وقتذاك متقدم جدا على واقع المدينة اليوم.
واستغرب محمد البطاينة، زائر متكرر للمدينة، قبول السلطات المحلية بمستوى النظافة، الذي وصفه بـ"الرديء"، مطالبا المسؤولين بضرورة الارتقاء بنظافة المدينة، بما يتناغم مع خصوصيتها السياحية وموقعها الاستراتيجي كحلقة ربط وبوابة اقتصادية واستثمارية، تربط ثلاث قارات وأربع دول حدودية.
وحثت قيادات شبابية في المدينة، العنصر الشبابي فيها، على ضرورة إطلاق حملة على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "لا لتراجع مستوى نظافة العقبة"، مؤكدين أنهم على استعداد تام لتنفيذ اعتصام أمام مبنى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، احتجاجا على تراجع نظافة المدينة.
وحذر تجار وأصحاب منشآت سياحية وفندقية من خطورة واقع النظافة في المدينة، مؤكدين أن ذلك يشكل عامل طرد للسياح والزوار على حد سواء، إضافة إلى ما ينطوي عليه من انعكاسات سلبية على أداء مؤسساتهم ومتاجرهم.
من جهته، قال المهندس حسن الوهداني، من شركة المدينة النظيفة، إن هناك خطة متكاملة لدى الشركة تضمن الحفاظ على مستوى النظافة في مدينة العقبة، تتضمن محاور فنية وإدارية وتوعوية، مؤكدا أن الشركة ماضية في إدخال كافة أنواع التقنيات والآليات المتطورة في عالم النظافة، وبما يتناسب مع خصوصية العقبة ورسالتها كمدينة استثمارية وسياحية جاذبة.
وأضاف أن أهالي العقبة وزوارها هم المستهدفون بخدمات النظافة، وهم شركاء في جمالية المدينة والحفاظ على بيئتها سليمة، وأن الائتلاف سيضع العقبة على مرحلة عتبات جديدة من الوضع البيئي، لتكون جوهرة المدن المطلة على البحر الأحمر، ومركزا اقتصاديا وسياحيا كما أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وكانت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وقعت قبل نحو عامين اتفاقية إدارة خدمات النظافة لمدينة العقبة مع ائتلاف شركة المدينة النظيفة، ولمدة ثلاثة سنوات، بكلفة إجمالية تصل إلى 7.5 مليون دينار.
ويقدم الائتلاف، بموجب هذه الاتفاقية، كافة خدمات النظافة، والتي تشمل الكناسة والجمع والالتقاط والنقل، لعموم مدينة العقبة والشاطئ الجنوبي بأعلى مستويات الخدمة وأجودها، وباستخدام الوسائل المتطورة والآليات الحديثة والكوادر المدربة، وعلى مدار الساعة.