تنشر صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" نص حوار أجرته مع ميخائيل مارغيلوف
المبعوث الخاص للرئيس الروسي، لشؤون التعاون مع بلدان أفريقيا يعبر فيه عن
قناعته، بأن الانقلاب الذي حدث مؤخرا في مالي، حصل نتيجة للعمليات
المسلحة، التي ينفذها "الطوارق" في المناطق الشمالية من البلاد. وأوضح أن
"الطوارق" بدأوا، منذ بداية العام الجاري، بالعمل على إقامة دولة لهم في
شمال "مالي". وبسقوط مدينة "تومبوكتو" في أيديهم، يكون هؤلاء قد قطعوا شوطا
كبيرا على طريق تحقيق مبتغاهم. ومن المعروف أن قيادة الحركة الانفصالية،
تتألف من عسكريين محترفين، خدموا في وحدات النخبة في الجيش الليبي. وظل
هؤلاء مخلصين للقذافي حتى النهاية. وبعد سقوط نظام القذافي، نزح هؤلاء مع
عائلاتهم نحو الجنوب، وتجاوزوا حدود الدولة المالية، وباشروا بتحقيق حلمهم
القديم. من هنا يتبين أن الأحداث التي تشهدها "مالي" حاليا، ترتبط بشكل أو
بآخر، بالأحداث التي جرت في ليبيا، خلال العام الماضي. وتعليقا على ذلك
يقول عبد العزيز كيبي البروفيسور في جامعة داكار ، إن الدول الغربية
استهانت بالتبعات التي يمكن أن تترتب على إسقاط نظام القذافي، وتأثيراته
على "منطقة الساحل" (هذه التسمية تطلق على منطقة الغابات الإستوائية التي
تفصل الصحاري في الشمال، عن أراضي الجنوب الأكثر خصوبة). وتتفق مع هذا
الرأي صحيفة "التايمز" التي وصفت في إحدى مقالاتها عملية الاستيلاء على
"تومبوكتو" بأنها هدية مميتة قدمها القذافي لمالي. ويوضح مارغيلوف أن
القذافي كان يتمتع بنفوذ كبير في أوساط القبائل الحدودية، والآن لم يعد
هناك أحد يسيطر على تلك القبائل. علاوة على أن سقوط النظام الليبي زاد من
حالة التوتر في القوس الممتد من الساحل إلى منطقة القرن الأفريقي، التي
أخذت تتدفق إليها الأسلحة بكميات كبيرة، وبدأ المقاتلون الذين لم يعد لديهم
ما يعملونه، بعد انتهاء الأزمة الليبية، بدأوا يتوافدون بأعداد كبيرة إلى
تلك المنطقة، الأمر الذي أدى تنامي النزعة الانفصالية في أوساط ساكنيها
بشكل غير مسبوق.